هذا الكتاب يتناول أكثر من معضلة يُمكن أن يتعرض لها التفكير الإنساني: 1- الخرافة: وهي أن تربط بين فعل معين ونتيجة معينة بغير أن يكون بينهما أي علاقة، كأن تقوم مثلاً بتقبيل الكرة قبل رميها في المباراة ظناً منك أن ذلك الفعل سوف يؤدي بك حتماً إلى إحراز هدف، ومن هنا يخلق كل منا الطقوس الخاصة به للوصول إلى الأهداف التي يريدها، فأي موقف يكون عصي على الفهم وخارج نطاق السيطرة نحاول أن نجد له علاقة سببية تسمح لنا بتفسيره. 2-التبؤ: كُلنا لدينا رغبة دفينة في معرفة المستقبل وما ستئول إليه الأمور، لذلك نقبل في العادة الكهنات التي يخبرنا بها الغير (عراف، صاحب حلم) حتى ولو كان ذلك الغير قد اخطأ في تبؤه مرات عديدة، فنحن بسبب ميلنا إلى توقع المستقبل... نميل إلى تصديقه، حتى ولو أصاب فقط في 10% وفشل في بقية حالات التوقع الأخرى. 3- الحسابات المالية الخادعة: لا نتعامل مع المال بشكل موحد، فالمال الذي نربحه من خلال مكاسب غير متوقعه يصرف بسهولة عكس الراتب الشهري، والنقود السائلة نحرص في استخدامها ولا نحرص في استخدام كروت الائتمان على سبيل المثال، وحتى نتغلب على ذلك يجب وضع أي مبالغ مالية نربحها في حساب بنكي واحد حتى يتوحد إحساسنا في التعامل معه. 4- الذكريات الكاذبة: الذكريات الإنسانية تتبدل مع مرور الزمن، لأنه عادة ما يتم إضافة خبرات إليها فتكون مسألة إعادة بناءها غير دقيقة بالمرة ومخلوطة بالعديد من الخبرات والذكريات الأخرى. 5- التبؤ الحدسي: جميع تلك المدركات الخادعة المذكورة في النقاط السابقة تؤدي بنا إلى ثقة زائدة بالنفس فتجعلك تقتنع بقدرتك الغير عادية على التبؤ بالأشياء وفهم دقائق الأمور، مع أن التبؤ الإحصائي القائم على الأرقام أدق بدرجة كبيرة من التبؤ الحدسي الذي قد يتم بناؤه على خبرات خادعه، لذا وجب علينا التحلي بقدر أكبر من التواضع في التعامل مع مجريات الأمور الحياتية وأن نعلم أن تحكمنا في الأمور بسيط جداً.